نجمة في أخر المجرة
قررتُ أن أعشق نجماً يبعد عن مدار كوكبي الغبي الأف السنين الضوئية تاركاً القمر خلفي ! مُتناسياً جميع حكاينا السعيدة قبل أن يهجرني في ليلة عاصفة قبل عدة قرون ، محاولاً التقدم دون النظر للخلف ! أو ربما له حيث يقبع في سماء مجرتي ، ظننتُ أنني بقراري هذا لن أشقى مجدداً وأن نجمتي هذه بعيدة عن الانظار ولن يطولها أحد سواي لانها رغم بريقها الأخاذ لن تضاهي القمر بشيء ، مر الوقت وتطاول الليل على النهار كثيراً وبتُ لا أرى الشمس الا عندما تهاجم أشعتها مدار السماء وتكسوه بضبابية تُخفي نجمتي لبعض الوقت ، وفي يومٍ تلونت فيه السماء بغروبٍ يسحر العيون كنت جالساً أنتظر أن يسدل الليل ستاره لأرى نجمتي كالعادة ومر الوقت وحضر الليل وبدأت حفلة النجوم أستعرضت جميع النجمات مفاتنهُن مع القمر ونجمتي لم تحضر ، بدأتُ أركض في أدغال الظنون محاولاً الوصول لأعلى جبل الحقيقة وأعرف ما حل بنجمتي ، ووصلت بعد العديد من السنون وأنا منقطع الأنفاس بريق عيني يدنو من هاوية الدموع ولم يتبقى لهُ الأ شيءٌ قليل ويتلاشى ، ورأيت حينها نجمتي ترقص في مسرح السماء تقفز بقوة وتتمايل وكوكبي يكاد ينهار من شدة الجمال ، كنتُ الوحيد صاحياً أنذاك فقد كان جميع من يطالعها نيام ، هائمون مع نجمتي في أحلامٍ وردية وهي الغبية تكاد أبتسامتها تَشُق مدارت المجرة تظن نفسها النجمة الاولى ، ولا تعلم بأن مُقلنا تسرق بريقها منها ومع مرور الوقت ستفقد لونها الابيض الناصع وتكتسب الصفرة فالسمره وتختفي من أفق أعيننا .. كم شفقتُ عليها وحاولت أن اعيدها لمداراتي ..كم صرخت وقلت لعلها تأتي لكنها أبت أن تسمع صوتي ، وخالفت مُرادي فتركتُها تشدو كالعندليب وسط جمهورٍ أصم لا يعي شيئاً مما تملكه في شخصها سواء الجمال .